حذر الدبلوماسي الأمريكي السابق هنري كيسنجر أمس الجمعة من أن التوتر بين واشنطن وبكين يهدد العالم بأسره وقد يؤدي إلى نزاع غير مسبوق بين الدولتين العملاقتين عسكرياً وتقنياً.
وأشار كسينجر إلى أن القدرات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية الهائلة للقوتين العظميين تجعل التوتر الحالي أخطر من ذاك الذي حدث في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
وأوضح أنه على الرغم من أن خطر نشوب نزاع نووي كان كبيرا خلال الحرب الباردة، أدى التقدم التكنولوجي في مجال الأسلحة النووية وخصوصا الذكاء الاصطناعي - وهما قطاعان تتصدرهما الولايات المتحدة والصين - إلى مضاعفة خطر نهاية العالم.
وأضاف كيسنجر (97 عاما) في منتدى استضافه المركز الفكري "ماكين اينستيتيوت" أن هذه "أكبر مشكلة للولايات المتحدة وأكبر مشكلة للعالم بأسره".
وتابع أن "المسألة النووية تضاف الآن إلى المسألة التكنولوجية التي ترتكز، في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى واقع أن الإنسان يصبح شريكا للآلة وأن الآلة يمكنها تطوير حكمها الخاص"، معتبرا أنه "في نزاع عسكري بين قوتين تكنولوجيتين عظميين، يرتدي هذا الأمر أهمية كبرى".
وقال وزير الخارجية "للمرة الأولى في التاريخ، تمتلك البشرية القدرة على التدمير الذاتي في وقت محدود".
وأضاف "طورنا تقنيات تتمتع بقوة كان لا يمكن تصورها قبل سبعين عاما".
ورأى كيسنجر أنه لا يمكن مقارنة هذا الوضع بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.